كلي اللي يعجبك والبسي اللي يعجب سوسو
قارب الشهر الكريم على الانقضاء ، وقررت أن آخذ بسمة والمقروص فارس وإسراء للإفطار خارج المنزل كنوع من التغيير "ويالله إن شا لله ماحد حوّش"، واتفقنا على أن نذهب إلى إحدى البواخر النيلية حتى يكون الإفطار على منظر النيل الجميل، واتجهنا بالفعل للباخرة العملاقة بأنفاس مبهورة، وكان الجميع سعيداً بما فيهم أنا.
وبينما نحن جالسون نرمق الخارج والداخل في نهم، فوجئت بامرأة شديدة الجمال والتأنق والجاذبية تدخل المكان لتحدث فيه انقلاب؛ فعندما دخلت لم تترك صغيراً أو كبيراً إلا وقد تفحصها من شعر رأسها إلى أخمص قدميها؛ فقد كانت تلبس "العريان والشفتشي واللي بيبين كل اشي"؛ هذا بالإضافة إلى أطنان المكياج على وجهها، والتي أشعرتني بأن عيد الفطر قد حل علينا، وسألتني بسمة: "إيييييه مالك عجباك أوي؟" وكمن أصابته صاعقة أو لدغته عقربه؟ جاوبتها: "أنا؟! لأ خالص يا بسبوستي ده إنت برقبتها"؛ ولكني كنت أقل الموجودين انفعالاً بتلك المرأة؛ لأن كل الرجال الحاضرين لم يتركوها تمر بدون أي تعليق سواء لاذع كان أو مجامل.
وإذ برجل يدخل وراء هذه السيدة الجامدة "نافش نفسه، وعامل فيها سبع البرومبة سيد الرجال"، وجلس بجانبها على طاولة الطعام يتهامسان؛ فرجحت أنه زوجها، وعندما دققت النظر في هذا الرجل شبهت عليه، وشعرت أني أعرفه؛ ولكني غير متذكر اسمه، والعجيب أني وجدته أيضاً يبادلني النظرات؛ ولكنه فجأة هم بالقيام وهو يتوجه إلي؛ فشعرت بالقلق من هذه الخطوة الجريئة، وبسمة لاحظت نفس ما لاحظت، وسألتني: "هو الراجل ده جاي لك عايز منك إيه"؟!!!
وفجأة وجدته أمامي ينظر لي بنظرة غريبة، ويرفع يده في وجهي!!!!
شعرت في هذه اللحظة بأن قدماي لا تستطيع حملي ولا أدري ما هو التصرف السليم الذي يجب فعله إذا قام هذا الرجل بضربي؛ ولكني وجدته يتبدل تماماً، ويده التي رفعت لم تكن إلا كحضن وتحيه، وهو يقول: يااااااه والله زماااان إزيك يا واد يا هيما، إيه أخبارك يا منيل!!!
وبالتأكيد بعد سماعي هذه الكلام لم أفهم أي شيء، ورسمت على وجهي أغبى علامات الاستفهام؛ ولكنه لاحظ ذلك وقال لي: "إيه يا واد، مش فاكرني؟ ده أنا سونه... حسين فؤاد صاحبك من أيام ثانوي، إخص عليك يا ندل، كده نسيت أجمل ولد في المدرسة"!!!
ووجدته يرحب بي ويذهب بتمايل إلى المرأة الفاتنة ليجلس معنا أنا والعيال على مائدتنا.. وسألتني بسمة: "إيه ده يا إبراهيم، الراجل اللي مش على بعضه ده!! تعرفه منين؟"
فقلت لها: ده سونه قصدي حسين يا بسمة، كان زميلي أيام ثانوي بس ما تأخذيش في بالك، ده هو كده طول عمره.. ده إحنا كنا مسميينه "سوسو" أيام المدرسة.
وجاء سوسو -أقصد حسين- هو والفاتنة ليعرفنا بها، ولم تفارقهم أعين الحاضرين.
سوسو: بصي يا شيري، ده بقى هيما اللي كلمتك عليه، ودي يا هيما شيري مراتي!!
وبعد التعريف والأحضان والقبلات، جلسنا لننتظر أذان المغرب؛ ولكن كان في أعيينا تساؤل واحد هو: "إزاي رضي حسين أو سوسو يلّبس مراته الكلام الفارغ ده وإحنا في نهار رمضان... أمال باقي أيام السنة بيعمل إيه؟"
وشارف مدفع الإفطار على الانطلاق، ووجدت حسين يقول لي: سوف أذهب لأغسل يدي قبل الأكل، ثم غمزتني بسمة في كتفي قائلة: أنا كمان قايمة أغسل إيدي"، ثم تبعهم إسراء وفارس، وجلست وحدي مع شيري على المائدة ننظر لبعضنا البعض.
ثم تجاذبنا أطراف الحديث، ووجدت أنها إنسانة لطيفة ورقيقة؛ أي نعم هي شديدة الأنوثة؛ ولكن هذا لا ينكر أن لديها ذكاءً اجتماعياً؛ ولكنها فجأة قالت لي: أنا عارفة إنكم كلكم بتسألوا: ليه أنا عاملة كده في نفسي؛ بس فعلاً أنا مش بحب كده، ولا عايزة أعمل كده، ده هو حسين اللي بيطلب مني كده، ولو ما عملتش اللي هو عايزه هيطلقني، وهو اللي بيحبني أفضل حلوة وشيك في كل وقت، وبيتباهى بيا قدام كل الناس".
وفي هذه الأثناء وجدت أن بعض الرجال من الجالسين قد ثار وأطلق بعض السباب المسموع، ولم يستطع أحدهم أن يملك زمام نفسه حيث وجه حديثه إليّ قائلاً: ما تلم مراتك يا أخي هتخلينا نفطر، ثم أعقبه تعليق رجل آخر قائلاً: هو العيد جه ولا إيه؟!! ولم يشفع لي أننا لانزال في نهار رمضان، وانهال السباب عليّ مثل المطر، وفجأة وجدت كل هؤلاء المحتقنين يقومون قومة رجل واحد متوجهين للعبد لله الغلبان اللي ما لهوش دعوة بأي حاجة!!
مش أنا اللي تقصدوه.. أنا ما ليش دعوااااااااااااااة.. ده كان آخر حاجة قلتها، وتقريباً آخر حاجة فاكرها، إن كان في جزم بتعدي من فوقيا، وآخر حاجة شفتها زمااان أيام ما كان عندي نظر إن بسمة طلعت من الحمام بتجري وتقول: سيبوه، ده جوزي أنا، والتاني في الحمام.
منقول
يارب يعجبكم
مستنيه تعليقكم
قارب الشهر الكريم على الانقضاء ، وقررت أن آخذ بسمة والمقروص فارس وإسراء للإفطار خارج المنزل كنوع من التغيير "ويالله إن شا لله ماحد حوّش"، واتفقنا على أن نذهب إلى إحدى البواخر النيلية حتى يكون الإفطار على منظر النيل الجميل، واتجهنا بالفعل للباخرة العملاقة بأنفاس مبهورة، وكان الجميع سعيداً بما فيهم أنا.
وبينما نحن جالسون نرمق الخارج والداخل في نهم، فوجئت بامرأة شديدة الجمال والتأنق والجاذبية تدخل المكان لتحدث فيه انقلاب؛ فعندما دخلت لم تترك صغيراً أو كبيراً إلا وقد تفحصها من شعر رأسها إلى أخمص قدميها؛ فقد كانت تلبس "العريان والشفتشي واللي بيبين كل اشي"؛ هذا بالإضافة إلى أطنان المكياج على وجهها، والتي أشعرتني بأن عيد الفطر قد حل علينا، وسألتني بسمة: "إيييييه مالك عجباك أوي؟" وكمن أصابته صاعقة أو لدغته عقربه؟ جاوبتها: "أنا؟! لأ خالص يا بسبوستي ده إنت برقبتها"؛ ولكني كنت أقل الموجودين انفعالاً بتلك المرأة؛ لأن كل الرجال الحاضرين لم يتركوها تمر بدون أي تعليق سواء لاذع كان أو مجامل.
وإذ برجل يدخل وراء هذه السيدة الجامدة "نافش نفسه، وعامل فيها سبع البرومبة سيد الرجال"، وجلس بجانبها على طاولة الطعام يتهامسان؛ فرجحت أنه زوجها، وعندما دققت النظر في هذا الرجل شبهت عليه، وشعرت أني أعرفه؛ ولكني غير متذكر اسمه، والعجيب أني وجدته أيضاً يبادلني النظرات؛ ولكنه فجأة هم بالقيام وهو يتوجه إلي؛ فشعرت بالقلق من هذه الخطوة الجريئة، وبسمة لاحظت نفس ما لاحظت، وسألتني: "هو الراجل ده جاي لك عايز منك إيه"؟!!!
وفجأة وجدته أمامي ينظر لي بنظرة غريبة، ويرفع يده في وجهي!!!!
شعرت في هذه اللحظة بأن قدماي لا تستطيع حملي ولا أدري ما هو التصرف السليم الذي يجب فعله إذا قام هذا الرجل بضربي؛ ولكني وجدته يتبدل تماماً، ويده التي رفعت لم تكن إلا كحضن وتحيه، وهو يقول: يااااااه والله زماااان إزيك يا واد يا هيما، إيه أخبارك يا منيل!!!
وبالتأكيد بعد سماعي هذه الكلام لم أفهم أي شيء، ورسمت على وجهي أغبى علامات الاستفهام؛ ولكنه لاحظ ذلك وقال لي: "إيه يا واد، مش فاكرني؟ ده أنا سونه... حسين فؤاد صاحبك من أيام ثانوي، إخص عليك يا ندل، كده نسيت أجمل ولد في المدرسة"!!!
ووجدته يرحب بي ويذهب بتمايل إلى المرأة الفاتنة ليجلس معنا أنا والعيال على مائدتنا.. وسألتني بسمة: "إيه ده يا إبراهيم، الراجل اللي مش على بعضه ده!! تعرفه منين؟"
فقلت لها: ده سونه قصدي حسين يا بسمة، كان زميلي أيام ثانوي بس ما تأخذيش في بالك، ده هو كده طول عمره.. ده إحنا كنا مسميينه "سوسو" أيام المدرسة.
وجاء سوسو -أقصد حسين- هو والفاتنة ليعرفنا بها، ولم تفارقهم أعين الحاضرين.
سوسو: بصي يا شيري، ده بقى هيما اللي كلمتك عليه، ودي يا هيما شيري مراتي!!
وبعد التعريف والأحضان والقبلات، جلسنا لننتظر أذان المغرب؛ ولكن كان في أعيينا تساؤل واحد هو: "إزاي رضي حسين أو سوسو يلّبس مراته الكلام الفارغ ده وإحنا في نهار رمضان... أمال باقي أيام السنة بيعمل إيه؟"
وشارف مدفع الإفطار على الانطلاق، ووجدت حسين يقول لي: سوف أذهب لأغسل يدي قبل الأكل، ثم غمزتني بسمة في كتفي قائلة: أنا كمان قايمة أغسل إيدي"، ثم تبعهم إسراء وفارس، وجلست وحدي مع شيري على المائدة ننظر لبعضنا البعض.
ثم تجاذبنا أطراف الحديث، ووجدت أنها إنسانة لطيفة ورقيقة؛ أي نعم هي شديدة الأنوثة؛ ولكن هذا لا ينكر أن لديها ذكاءً اجتماعياً؛ ولكنها فجأة قالت لي: أنا عارفة إنكم كلكم بتسألوا: ليه أنا عاملة كده في نفسي؛ بس فعلاً أنا مش بحب كده، ولا عايزة أعمل كده، ده هو حسين اللي بيطلب مني كده، ولو ما عملتش اللي هو عايزه هيطلقني، وهو اللي بيحبني أفضل حلوة وشيك في كل وقت، وبيتباهى بيا قدام كل الناس".
وفي هذه الأثناء وجدت أن بعض الرجال من الجالسين قد ثار وأطلق بعض السباب المسموع، ولم يستطع أحدهم أن يملك زمام نفسه حيث وجه حديثه إليّ قائلاً: ما تلم مراتك يا أخي هتخلينا نفطر، ثم أعقبه تعليق رجل آخر قائلاً: هو العيد جه ولا إيه؟!! ولم يشفع لي أننا لانزال في نهار رمضان، وانهال السباب عليّ مثل المطر، وفجأة وجدت كل هؤلاء المحتقنين يقومون قومة رجل واحد متوجهين للعبد لله الغلبان اللي ما لهوش دعوة بأي حاجة!!
مش أنا اللي تقصدوه.. أنا ما ليش دعوااااااااااااااة.. ده كان آخر حاجة قلتها، وتقريباً آخر حاجة فاكرها، إن كان في جزم بتعدي من فوقيا، وآخر حاجة شفتها زمااان أيام ما كان عندي نظر إن بسمة طلعت من الحمام بتجري وتقول: سيبوه، ده جوزي أنا، والتاني في الحمام.
منقول
يارب يعجبكم
مستنيه تعليقكم