لا شيء يشبهڪ أنتَ .
ربما لأنه لا شيء يشبهـ طعم وجودڪ بي .. أو حولي
أقلب صفحات الحكاية
أقرأها بتمعن
أنغمس في طقوسها وتفاصيلها
أحاور شخوصها وأبطالها
أتوقف عند صفحاتها الأخيرة
أعيد قرائتها مرات ومرات
أسافر في عهدڪ
فأكتشف .. أن لا شيء في حكايتي يشبهڪ أنتَ !!
أقلب أحاسيس القلب
أستحضر وجوهاً مرت بهذا القلب
أفتش بين أكوام الأحاسيس المختلفة
أزيل الغبار عن مشاعر كانت مشتعلة في القلب يوماً
أنادي شوقاً كان متأججاً ذات حكاية
فلا ألمح سوى شوقي لشخصك
فأكتشف .. أن لا شيء في قلبي يشبهڪ أنتَ !!
أقلب زوايا الذاكرة
أستحضر الوجوه والزمان والمكان
أسكب ماء الذكرى على أحداث جفت
أسقي أغصان لحظات ذبلت
أتذكر أناساً جاءوا ليرحلوا
وآخرين رحلوا ليعودوا
أستنشق عطر بقاياهم
وأختنق بغبار غيابهم
فأكتشف .. أن لا شيء في ذاكرتي يشبهڪ أنتَ !!
أقلب أكوام همومي
أعبث بهموم انطفئت منذ زمن
أضيئها كالمصابيح
أعيدها إلى الاشتعال
وأنقب بين أحزان القلب
عن أحزان أدمتني
وأحزان سرقتني مني
وأخرى شوهت زوايا الفرح بي
فأكتشف .. أن لا شيء في همومي يشبهڪ أنتَ !!
أقلب سويعات الأيام
فأصافح ساعة تذوقت بها الفرح
وساعة احتسيت بها كأس المرار
وساعة منحتني الأحلام
وساعة راقصتها فوق محطات الحلم
فأكتشف .. أن لا شيء في أيامي يشبهڪ أنتَ !!
أقلب صناديق الأحلام
أصافح حلماً عاش في خيالي
وأقبل وجنة حلم نما كالجنين في دمي
وأمسح جبين حلم يتكيء في داخلي على عصاه كالشيخ المسن
وأمد يدي إلى حلم يستند إلى جدار القلب كالمهزوم
وأجمع شتات حلم مبعثر بجنون
وأعاود الطيران مع حلم اعتدت الطيران فوق جناحيه إليڪ
فأكتشف .. أن لا شيء في أحلامي يشبهڪ أنتَ !!
أقلب جيوب الليالي
أفتش في معطف مساء اعتاد أن يهديڪ إليّ
وأعاتب مساء كان يهديني غيابڪ
وأستحضر مساء كان يأتي بڪ
وأشطب مساء كان يأتي خالي اليدين منڪ
وأسترحم مساء يأتي متضخماً بالحنين إليڪ
وأتجاهل مساء يلح بالسؤال عنڪ
وأبكي في حضرة مساء مضى بڪ .. ولم يعد
فأكتشف .. أن لا شيء في ليلي يشبهڪ أنتَ !!
أقلب دفاتر العمر
أقرأ عناوين الأيام
وأترجم حروف الليالي
وأفسر طلاسم الحزن
وأبرر غياب الفرح
وأرسم صورتڪ فوق الغلاف
وأضع اسمڪ عنواناً للعمر الجميل
وأقرؤڪ بعد النوم حلماً
فأكتشف .. أن لا شيء في عمري يشبهڪ أنتَ !!
وقبل أن يرعبنا .....
لن أسألڪ .. لماذا لا يشبهڪ شيء ؟!!!
وحدي أملڪ الاجابة
ربما .. لأني وحدي أعلم من أمر وجودڪ بي
ما لا يعلمه سواي !!!