منتدى خريجى وطلاب صيدلة الزقازيق

قصص القران الكريم  054310








برجاء تسجيل دخولك فى المنتدى





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى خريجى وطلاب صيدلة الزقازيق

قصص القران الكريم  054310








برجاء تسجيل دخولك فى المنتدى



منتدى خريجى وطلاب صيدلة الزقازيق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى خريجى وطلاب صيدلة الزقازيق

منتدى خريجى وطلاب صيدلة الزقازيق



+3
mohamed osama
Beauty♥2010♥
Ahmed Ali
7 مشترك

    قصص القران الكريم

    Ahmed Ali
    Ahmed Ali
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    نقاط : 7382

    قصص القران الكريم  Empty قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Ahmed Ali الأربعاء أغسطس 11 2010, 16:36

    قصص القران الكريم  663406115

    قصص القران الكريم  224460176

    ازيكم ياجماعة ببساطة الموضوع ده عبارة عن قصص القران الكريم ان شاء الله تنزل بصفة يومية بمعنى كل يوم قصة من قصص القران الكريم ...,,, ياريت تعجبكم الفكرة ورمضان كريم
    Ahmed Ali
    Ahmed Ali
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    نقاط : 7382

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Ahmed Ali الأربعاء أغسطس 11 2010, 16:37


    قصة أصحاب السبت





    موقع القصة في القرآن الكريم:




    ورد ذكر القصة في سورة البقرة. كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر
    في سورة الأعرف الآيات 163-166.




    قال الله تعالى، في سورة "الأعراف":

    "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ
    حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ
    تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا
    وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ
    نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ
    أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ
    مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا
    قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ
    يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ
    أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
    وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا
    كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا
    عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
    وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ
    الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا
    لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا
    نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا
    وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .وقال تعالى في سورة "النساء":

    " أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ
    وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"





    القصة
    :




    أبطال
    هذه الحادثة، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية
    ساحلية. اختلف المفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل
    كثير. أما القرآن الكريم، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض
    القصة لأخذ العبرة منها.




    وكان
    اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة
    الله. فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا
    يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما
    للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع
    العبادة المختلفة.




    وجرت
    سنّة الله في خلقه. وحان موعد الاختبار والابتلاء.
    اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله. وابتلاء يخرجون
    بعده أقوى عزما، وأشد إرادة. تتربى نفوسهم فيه على ترك
    الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.





    لقد ابتلاهم الله عز
    وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى
    لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام
    الأسبوع.

    فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل –على
    شيمة اليهود- وبدوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا
    السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت
    الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد.
    كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.




    فانقسم
    أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة.
    وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث،
    فتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذّر المخالفين من
    غضب الله. وفرقة ثالثة، سلبية، لا تعصي الله لكنها لا
    تنهى عن المكر.




    وكانت
    الفرقة الثالثة، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر
    وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟ إنهم لن
    يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب
    أفعالهم. فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم
    الهلاك لانتهاكهم حرماته.





    وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته، كان الناهون عن
    المكر يجيبون: إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف
    وإنكار المنكر، لنرضي الله سبحانه، ولا تكون علينا حجة
    يوم القيامة. وربما تفيد هذه الكلمات، فيعودون إلى
    رشدهم، ويتركون عصيانهم.





    بعدما استكبر العصاة
    المحتالوا، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم، جاء أمر
    الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عذّب الله العصاة وأنجى
    الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقة
    الثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد
    سكت النصّ القرآني عنها. يقول سيّد قطب رحمه الله: "
    ربما
    تهوينا لشأنها -وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب-



    إذ
    أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي, ووقفت عند حدود
    الإنكار السلبي. فاستحقت



    الإهمال وإن لم تستحق
    العذاب" (في ظلال القرآن).




    لقد
    كان العذاب شديدا. لقد مسخهم الله، وحوّلهم لقردة
    عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.





    وتحكي بعض الروايات أن


    الناهون أصبحوا ذات يوم
    في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد. فتعجبوا وذهبوا
    لينظرون ما الأمر. فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة.
    فعرفت القردة أنسابها من الإنس, ولم تعرف الإنس
    أنسابهم من القردة; فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس
    فتشم ثيابه وتبكي; فيقول: ألم ننهكم! فتقول برأسها
    نعم.





    الروايات في هذا الشأن
    كثيرة، ولم تصح الكثير من الأحاديث عن رسول الله صلى
    الله عليه وسلم في شأنها. لذا نتوقف هنا دون الخوض في
    مصير القردة، وكيف عاشوا حياتهم بعد خسفهم
    .
    Beauty♥2010♥
    Beauty♥2010♥
    فارس ماسى
    فارس ماسى


    انثى
    تاريخ التسجيل : 21/01/2010
    نقاط : 7125

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Beauty♥2010♥ الأربعاء أغسطس 11 2010, 18:39

    فكرة جميلة جدا يا سبيدر
    وانا متابعة معاك
    جـــــــــزاك الله خيراً
    قصص القران الكريم  Image-0AC1_4B3F3C74
    mohamed osama
    mohamed osama
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 08/11/2009
    نقاط : 8018

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف mohamed osama الأربعاء أغسطس 11 2010, 20:29

    تسلم يا احمد قصص القران الكريم  115320
    mohamed osama
    mohamed osama
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 08/11/2009
    نقاط : 8018

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف mohamed osama الأربعاء أغسطس 11 2010, 20:35

    واكمل بقصة اصحاب الاخدود
    القصة:

    إنها قصة فتاً آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته.

    لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد. وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي الألوهية. وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدّم العمر بالساحر، طلب من الملك أن يبعث له غلاما يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر.

    فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان يمرّ على راهب. فجلس معه مرة وأعجبه كلامه. فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر. وكان الساحر يضربه إن لم يحضر. فشكى ذلك للراهب. فقال له الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.

    وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس. فقال الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب. ثم أخذ حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم. فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث. فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ.

    وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض. فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة وتوجه بها للغلام وقال له: أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن جليس الملك، فشفاه الله تعالى.

    فذهب جليس الملجس، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك وقال: ولك ربّ غيري؟ فأجاب المؤمن دون تردد: ربّي وربّك الله. فثار الملك، وأمر بتعذيبه. فلم يزالوا يعذّبونه حتى دلّ على الغلام.

    أمر الملك بإحضار الغلام، ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى. فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ على الراهب.

    فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك. وجيئ بمشار، ووضع على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى. فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب. ثم جيئ بالغلام وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الغلام. فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.

    فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت. فاهتزّ الجبل وسقط الجنود. ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟ فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة، والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.

    فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلبت بهم السفينة وغرق من كان عليها إلا الغلام. ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب: أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى. ثم قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال الملك: ما هو؟ فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ سهما من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول "بسم الله ربّ الغلام" ثم ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.

    استبشر الملك بهذا الأمر. فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم. ثم أخذ سهما من كنانته، ووضع السهم في القوس، وقال: باسم الله ربّ الغلام، ثم رماه فأصابه فقتله.

    فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام. فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.

    فأمر الملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار. ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار. فألهم الله الصبي أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق.
    Beauty♥2010♥
    Beauty♥2010♥
    فارس ماسى
    فارس ماسى


    انثى
    تاريخ التسجيل : 21/01/2010
    نقاط : 7125

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Beauty♥2010♥ الأربعاء أغسطس 11 2010, 22:56

    جــــــزاكم الله كــــــل خير
    ·•●٠·˙ قـــــصة ذو القرنين ·٠•●•٠



    قال الله تعالى( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ
    قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا
    مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ
    شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ
    مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ
    حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا
    الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ
    تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ
    فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ
    فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ
    وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ
    لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
    حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا
    تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا
    سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
    ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ
    السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا
    يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا
    الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ
    فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ
    تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا
    مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ
    أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ
    الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ
    قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ
    آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ
    يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا
    رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي
    جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ))



    <blockquote>



    القصة
    :




    لا نعلم قطعا من هو ذو
    القرنين. كل ما يخبرنا القرآن عنه أنه ملك صالح، آمن بالله
    وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه،
    ويسر له فتوحاته
    .




    بدأ ذو
    القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله. فاتجه
    غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من
    وراءه. وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث
    كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أو أوحى
    إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما
    أن يعذهم أو أن يحسن إليهم.




    فما كان من
    الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه
    سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله
    يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.




    بعد أن
    انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لأول
    منطقة تطلع عليها الشمس. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها
    ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في
    المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق.




    وصل ذو
    القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما
    فجوة. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها. وعندما
    وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج
    بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال
    يدفعونه له.




    فوافق
    الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى
    بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين
    الجبلين.




    استخدم ذو
    القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد. فقام أولا بجمع
    قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي
    الجبلين. ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا
    ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على
    يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمن
    القوم الضعفاء من شرّهم.




    بعد أن
    انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد
    الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله
    سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.





    يقول سيّد قطب رحمه الله:
    "وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج
    الطيب للحاكم الصالح.


    يمكنه
    الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقا
    وغربا; ولكنه لا


    يتجبر ولا
    يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة
    للغنم المادي،


    واستغلال
    الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة
    معاملة الرقيق;


    ولا يسخر
    أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنما ينشر العدل في كل مكان يحل
    به, ويساعد



    المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة
    التي يسرها الله له في


    التعمير
    والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه
    الله على يديه


    إلى رحمة
    الله وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله
    وجبروته, وأنه


    راجع إلى
    الله
    ."
    (في ظلال القرآن).




    يأجوج ومأجوج :



    يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان ، وقيل : عربيان

    وعلى هذا يكون اشتقاقهما من أجت النار أجيجا : إذا التهبت
    . أو من الأجاج : وهو الماء الشديد الملوحة ، المحرق من
    ملوحته ، وقيل عن الأج : وهو سرعة العدو. وقيل : مأجوج من
    ماج إذا اضطرب،ويؤيد هذا الاشتقاق قوله تعالى ( وتركنا
    بعضهم يومئذ يموج في بعض ) ، وهما على وزن يفعول في (
    يأجوج ) ، ومفعول في ( مأجوج ) أو على وزن فاعول فيهما

    هذا إذا كان الاسمان عربيان ، أما إذا كانا أعجميين فليس
    لهما اشتقاق ، لأن الأعجمية لا تشتق

    وأصل يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما
    السلام . وهما من ذرية يافث أبي الترك ، ويافث من ولد نوح
    عليه السلام . والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام
    ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول
    الله صلى الله عليه وسلم قال ( يقول الله تعالى : يا آدم !
    فيقول لبيك وسعديك ، والخير في يديك . فيقول اخرج بعث
    النار . قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مئة
    وتسعة وتسعين . فعنده يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها،
    وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد ).
    قالوا : وأينا ذلك الواحد ؟ قال : ( ابشروا فإن منكم رجلا
    ومن يأجوج ومأجوج ألف) رواه البخاري

    وعن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن
    يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس
    لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من
    ذريته ألفا فصاعدا )



    صفتهم



    هم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون ، ذلف
    الأنوف ، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان
    المطرقة ، على أشكال الترك وألوانهم . وروى الإمام أحمد :
    خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة
    عقرب ، فقال ( إنكم تقولون لا عدو ، وإنكم لا تزالون
    تقاتلون عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار
    العيون ، شهب الشعاف ( الشعور ) ، من كل حدب ينسلون ، كأن
    وجوههم المجان المطرقة) .

    وقد ذكر ابن حجر بعض الاثار في صفتهم ولكنها كلها روايات
    ضعيفة ، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف

    صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدا

    وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع

    وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى

    وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبرين ، وأطولهم ثلاثة أشبار

    والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا
    طاقة لأحد بقتالهم، ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين.
    ففي حديث النواس بن سمعان أن الله تعالى يوحي إلى عيسى
    عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يدان لأحد
    بقتالهم، ويأمره بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول لهم (
    حرز عبادي إلى الطور)

    أدلة خروجهم

    قال تعالى ( حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب
    ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين
    كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين )
    الأنبياء:96-97

    وقال تعالى في قصة ذي القرنين ( ثم أتبع سببا . حتى إذا
    بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا.
    قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل
    نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني
    فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما . آتوني
    زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا
    جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا . فما اسطاعوا أن
    يظهروه وما استطاعوا له نقبا. قال هذا رحمة من ربي فإذا
    جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم
    يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) الكهف : 92- 99


    وهذه الآيات تدل على خروجهم ، وأن هذا علامة على قرب النفخ
    في الصور وخراب الدنيا، وقيام الساعة

    وعن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش ان رسول الله
    صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا يقول ( لا إله إلا
    الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج
    ومأجوج مثل هذه ( وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها ) قالت
    زينب بنت جحش : فقلت يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون
    ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث )

    وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه ( إذا
    أوحى الله على عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد
    بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج
    ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ،
    فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة
    ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور
    لأحدهم خيرا من مئة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله
    عيسى وأصحابه ، فيرسل الله عليهم النغف( دود يكون في أنوف
    الإبل والغنم ) في رقابهم فيصبحون فرسى ( أي قتلى ) كموت
    نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا
    يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى
    وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ،
    فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ) رواه مسلم وزاد في رواية –
    بعد قوله ( لقد كان بهذه مرة ماء ) – ( ثم يسيرون حتى
    ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون : لقد
    قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون
    بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما )


    وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكر
    منها ( يأجوج ومأجوج ) رواه مسلم

    سد يأجوج ومأجوج

    بنى ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ، ليحجز بينهم وبين
    جيرانهم الذين استغاثوا به منهم. كما قال تعالى ( قالوا يا
    ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا
    على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير
    فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) الكهف

    هذا ما جاء به الكلام على بناء السد ، أما مكانه ففي جهة
    المشرق لقوله تعالى ( حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) ولا يعرف
    مكان هذا السد بالتحديد

    والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين ، لقوله
    تعالى ( حتى إذا بلغ بين السدين ) والسدان : هما جبلان
    متقابلان. ثم قال ( حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى
    به رؤوس الجبلين وذلك بزبر الحديد، ثم أفرغ عليه نحاس
    مذابا ، فكان السد محكما

    وهذا السد موجود إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد ،
    وخروج يأجوج ومأجوج، وذلك عند دنو الساعة، كما قال تعالى (
    قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد
    ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور
    فجمعناهم جمعا ) الكهف

    والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ما روي عن أبي
    هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (
    يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم:
    ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما
    كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم
    على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء
    الله تعالى، واستثنى. قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه
    ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ، فيستقون المياه ، ويفر
    الناس منهم ) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم ...........

    </blockquote>
    dr.smsma
    dr.smsma
    فارس نشيط
    فارس نشيط


    انثى
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010
    نقاط : 5427

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف dr.smsma الخميس أغسطس 12 2010, 11:29

    شكرا يادكتور
    فكرة جميلة
    ال*ع*نود
    ال*ع*نود
    فارس ملكى
    فارس ملكى


    انثى
    تاريخ التسجيل : 21/11/2009
    نقاط : 6639

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف ال*ع*نود الخميس أغسطس 12 2010, 13:00

    فكرة روعه جدا جزاك الله خيرا real spider قصص القران الكريم  62886
    ال*ع*نود
    ال*ع*نود
    فارس ملكى
    فارس ملكى


    انثى
    تاريخ التسجيل : 21/11/2009
    نقاط : 6639

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف ال*ع*نود الخميس أغسطس 12 2010, 13:02

    قصه أهل الكهف
    في زمان ومكان غير معروفين لنا الآن، كانت توجد قرية مشركة. ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مع الله مالا يضرهم ولا ينفعهم. عبدوهم من غير أي دليل على ألوهيتهم. ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء. ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها.

    في هذه المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب العقلاء. ثلة قليلة حكّمت عقلها، ورفضت السجود لغير خالقها، الله الذي بيده كل شيء. فتية، آمنوا بالله، فثبتهم وزاد في هداهم. وألهمهم طريق الرشاد.

    لم يكن هؤلاء الفتية أنبياء ولا رسلا، ولم يتوجب عليهم تحمل ما يتحمله الرسل في دعوة أقواهم. إنما كانوا أصحاب إيمان راسخ، فأنكروا على قومهم شركهم بالله، وطلبوا منهم إقامة الحجة على وجود آلهة غير الله. ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم بالهجرة من القرية لمكان آمن يعبدون الله فيه. فالقرية فاسدة، وأهلها ضالون.

    عزم الفتية على الخروج من القرية، والتوجه لكهف مهجور ليكون ملاذا لهم. خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسة، للكهف الضيق. تركوا وراءهم منازلهم المريحة، ليسكنوا كهفا موحشا. زهدوا في الأسرّية الوثيرة، والحجر الفسيحة، واختاروا كهفا ضيقا مظلما.

    إن هذا ليس بغريب على من ملأ الإيمان قلبه. فالمؤمن يرى الصحراء روضة إن أحس أن الله معه. ويرى الكهف قصرا، إن اختار الله له الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال، وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.

    استلقى الفتية في الكهف، وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة، كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم، حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالرعب. يحس بالرعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلّبهم.

    بعد هذه المئين الثلاث، بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا: كم لبثنا؟! فأجاب بعضهم: لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة، فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.

    فأخرجوا النقود التي كانت معهم، ثم طلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، وأن يشتري طعاما طيبا بهذه النقود، ثم يعود إليهم برفق حتى لا يشعر به أحد. فربما يعاقبهم جنود الملك أو الظلمة من أهل القرية إن علموا بأمرهم. قد يخيرونهم بين العودة للشرك، أو الرجم حتى الموت.

    خرج الرجل المؤمن متوجها للقرية، إلا أنها لم تكن كعهده بها. لقد تغيرت الأماكن والوجوه. تغيّرت البضائع والنقود. استغرب كيف يحدث كل هذا في يوم وليلة. وبالطبع، لم يكن عسيرا على أهل القرية أن يميزوا دهشة هذا الرجل. ولم يكن صبعا عليهم معرفة أنه غريب، من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها.

    لقد آمن المدينة التي خرج منها الفتية، وهلك الملك الظالم، وجاء مكانه رجل صالح. لقد فرح الناس بهؤلاء الفتية المؤمنين. لقد كانوا أول من يؤمن من هذه القرية. لقد هاجروا من قريتهم لكيلا يفتنوا في دينهم. وها هم قد عادوا. فمن حق أهل القرية الفرح. وذهبوا لرؤيتهم.

    وبعد أن ثبتت المعجزة، معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت قلوب أهل القرية قدرة الله سبحانه وتعالى على بعث من يموت، برؤية مثال واقي ملموس أمامهم. أخذ الله أرواح الفتية. فلكل نفس أجل، ولا بد لها أن تموت. فاختلف أهل القرية. فمن من دعى لإقامة بنيان على كهفهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد، وغلبت الفئة الثانية.

    لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السلام، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل
    Ahmed Ali
    Ahmed Ali
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    نقاط : 7382

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Ahmed Ali الأحد أغسطس 15 2010, 01:37

    معلش ياجماعة اتاخرت فى الرد عليكم بس معلش ظروف منعتنى انى ادخل وانا مكمل معاكم
    وجزاكم الله خيرا




    قصة طالوت و جالوت





    موقع القصة في القرآن الكريم:




    ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآيات 246-251.




    قال تعالى :





    ((
    أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
    مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ
    ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
    قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ
    الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا
    أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ
    أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا
    كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا
    قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
    (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ
    بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى
    يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ
    بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ
    الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ
    وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ
    وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ
    وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ
    إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ
    فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا
    تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ
    الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ
    كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ
    بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ
    بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ
    لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ
    اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا
    قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ
    وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ
    لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ
    الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ
    مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
    بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)
    وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا
    رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ
    أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
    الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ
    وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ
    الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ
    وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ
    بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو
    فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) ))




    القصة
    :



    ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما.. سألوه: ألسنا مظلومين؟
    قال: بلى..
    قالوا: ألسنا مشردين؟
    قال: بلى..
    قالوا: ابعث لنا ملكا يجمعنا تحت رايته كي نقاتل في
    سبيل الله ونستعيد أرضنا ومجدنا.
    قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل أنتم واثقون من القتال لو
    كتب عليكم القتال؟
    قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من
    ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا؟
    قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم.
    قالوا: كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة
    التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا
    وفينا من هو أغنى منه؟
    قال نبيهم: إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة
    جسمه.
    قالوا: ما هي آية ملكه؟
    قال لهم نبيهم: يسرجع لكم التابوت تجمله الملائكة.



    ووقعت هذه المعجزة.. وعادت إليهم التوراة يوما.. ثم
    تجهز جيش طالوت، وسار الجيش طويلا حتى أحس الجنود
    بالعطش.. قال الملك طالوت لجنوده: سنصادف نهرا في
    الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه
    وإنما بل ريقه فقط فليبق معي في الجيش..




    وجاء النهر فشرب معظم الجنود، وخرجوا من الجيش، وكان
    طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود
    ومن يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة ويتحمل العطش،
    وأيهم ضعيف الإرادة ويستسلم بسرعة. لم يبق إلا ثلاثمئة
    وثلاثة عشر رجلا، لكن جميعهم من الشجعان.



    كان عدد أفراد جيش طالوت قليلا، وكان جيش العدو كبيرا
    وقويا.. فشعر بعض -هؤلاء الصفوة- أنهم أضعف من جالوت
    وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍!



    قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد،
    إنما النصر من عند الله.. (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ
    غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ)..
    فثبّتوهم.




    وبرز جالوت في دروعه الحديدية وسلاحه، وهو يطلب أحدا
    يبارزه.. وخاف منه جنود طالوت جميعا.. وهنا برز من جيش
    طالوت راعي غنم صغير هو داود.. كان داود مؤمنا بالله،
    وكان يعلم أن الإيمان بالله هو القوة الحقيقية في هذا
    الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم
    ومظهر الباطل.



    وكان الملك، قد قال: من يقتل جالوت يصير قائدا على
    الجيش ويتزوج ابنتي.. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا
    الإغراء.. كان يريد أن يقتل جالوت لأن جالوت رجل جبار
    وظالم ولا يؤمن بالله.. وسمح الملك لداود أن يبارز
    جالوت..



    وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه (وهو نبلة
    يستخدمها الرعاة).. تقدم جالوت المدجج بالسلاح
    والدروع.. وسخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه، ووضع
    داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق
    الحجر. فأصاب جالوت فقتله. وبدأت المعركة وانتصر جيش
    طالوت على جيش جالوت.



    بعد فترة أصبح داود -عليه السلم- ملكا لبني إسرائيل،
    فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى. وتأتي بعض
    الروايات لتخبرنا بأن طالوت بعد أن اشتهر نجم داوود
    أكلت الغيرة قلبه، وحاول قتله، وتستمر الروايات في نسج
    مثل هذه الأمور. لكننا لا نود الخوض فيها فليس لدينا
    دليل قوي عليها.



    .......................................................................................................

    Ahmed Ali
    Ahmed Ali
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    نقاط : 7382

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Ahmed Ali الإثنين أغسطس 16 2010, 14:50

    قصة بقرة بنى
    لإسرائيل





    موقع القصة في القرآن الكريم:




    ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآيات 67-73.




    قال الله تعالىSad( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ
    اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا
    أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ
    أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
    يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا
    بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ
    فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
    يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
    إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ
    النَّاظِرِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ
    لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا
    وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ
    يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ
    وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا
    قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا
    كَادُوا يَفْعَلُونَ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا
    فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ
    تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ
    يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ
    لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))





    القصة
    :



    مكث موسى في قومه يدعوهم إلى الله. ويبدو أن نفوسهم
    كانت ملتوية بشكل لا تخطئه عين الملاحظة، وتبدو
    لجاجتهم وعنادهم فيما يعرف بقصة البقرة. فإن الموضوع
    لم يكن يقتضي كل هذه المفاوضات بينهم وبين موسى، كما
    أنه لم يكن يستوجب كل هذا التعنت. وأصل قصة البقرة أن
    قتيلا ثريا وجد يوما في بني إسرائيل، واختصم أهله ولم
    يعرفوا قاتله، وحين أعياهم الأمر لجئوا لموسى ليلجأ
    لربه. ولجأ موسى لربه فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا
    بقرة. وكان المفروض هنا أن يذبح القوم أول بقرة
    تصادفهم. غير أنهم بدءوا مفاوضتهم باللجاجة. اتهموا
    موسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا، واستعاذ موسى بالله
    أن يكون من الجاهلين ويسخر منهم. أفهمهم أن حل القضية
    يكمن في ذبح بقرة.



    إن الأمر هنا أمر معجزة، لا علاقة لها بالمألوف في
    الحياة، أو المعتاد بين الناس. ليست هناك علاقة بين
    ذبح البقرة ومعرفة القاتل في الجريمة الغامضة التي
    وقعت، لكن متى كانت الأسباب المنطقية هي التي تحكم
    حياة بني إسرائيل؟ إن المعجزات الخارقة هي القانون
    السائد في حياتهم، وليس استمرارها في حادث البقرة أمرا
    يوحي بالعجب أو يثير الدهشة.



    لكن بني إسرائيل هم بنو إسرائيل. مجرد التعامل معهم
    عنت. تستوي في ذلك الأمور الدنيوية المعتادة، وشؤون
    العقيدة المهمة. لا بد أن يعاني من يتصدى لأمر من أمور
    بني إسرائيل. وهكذا يعاني موسى من إيذائهم له واتهامه
    بالسخرية منهم، ثم ينبئهم أنه جاد فيما يحدثهم به،
    ويعاود أمره أن يذبحوا بقرة، وتعود الطبيعة المراوغة
    لبني إسرائيل إلى الظهور، تعود اللجاجة والالتواء،
    فيتساءلون: أهي بقرة عادية كما عهدنا من هذا الجنس من
    الحيوان؟ أم أنها خلق تفرد بمزية، فليدع موسى ربه
    ليبين ما هي. ويدعو موسى ربه فيزداد التشديد عليهم،
    وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل، بأنها بقرة وسط. ليست
    بقرة مسنة، وليست بقرة فتية. بقرة متوسطة.



    إلى هنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر، غير أن المفاوضات
    لم تزل مستمرة، ومراوغة بني إسرائيل لم تزل هي التي
    تحكم مائدة المفاوضات. ما هو لون البقرة؟ لماذا يدعو
    موسى ربه ليسأله عن لون هذا البقرة؟ لا يراعون مقتضيات
    الأدب والوقار اللازمين في حق الله تعالى وحق نبيه
    الكريم، وكيف أنهم ينبغي أن يخجلوا من تكليف موسى بهذا
    الاتصال المتكرر حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذه
    اللجاجة والمراوغة. ويسأل موسى ربه ثم يحدثهم عن لون
    البقرة المطلوبة. فيقول أنها بقرة صفراء، فاقع لونها
    تسر الناظرين.



    وهكذا حددت البقرة بأنها صفراء، ورغم وضوح الأمر، فقد
    عادوا إلى اللجاجة والمراوغة. فشدد الله عليهم كما
    شددوا على نبيه وآذوه. عادوا يسألون موسى أن يدعو الله
    ليبين ما هي، فإن البقر تشابه عليهم، وحدثهم موسى عن
    بقرة ليست معدة لحرث ولا لسقي، سلمت من العيوب، صفراء
    لا شية فيها، بمعنى خالصة الصفرة. انتهت بهم اللجاجة
    إلى التشديد. وبدءوا بحثهم عن بقرة بهذه الصفات
    الخاصة. أخيرا وجدوها عند يتيم فاشتروها وذبحوها.



    وأمسك موسى جزء من البقرة (وقيل لسانها) وضرب به
    القتيل فنهض من موته. سأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه
    (وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث) ثم عاد
    إلى الموت. وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام
    أعينهم، استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل. انكشف غموض
    القضية التي حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم.





    نود أن نستلفت انتباه القارئ إلى سوء أدب القوم مع
    نبيهم وربهم، ولعل السياق القرآني يورد ذلك عن طريق
    تكرارهم لكلمة "ربك" التي يخاطبون بها موسى. وكان
    الأولى بهم أن يقولوا لموسى، تأدبا، لو كان لا بد أن
    يقولوا: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) ادع لنا ربنا. أما أن
    يقولوا له: فكأنهم يقصرون ربوبية الله تعالى على موسى.
    ويخرجون أنفسهم من شرف العبودية لله. انظر إلى الآيات
    كيف توحي بهذا كله. ثم تأمل سخرية السياق منهم لمجرد
    إيراده لقولهم: (الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) بعد أن
    أرهقوا نبيهم ذهابا وجيئة بينهم وبين الله عز وجل، بعد
    أن أرهقوا نبيهم بسؤاله عن صفة البقرة ولونها وسنها
    وعلاماتها المميزة، بعد تعنتهم وتشديد الله عليهم،
    يقولون لنبيهم حين جاءهم بما يندر وجوده ويندر العثور
    عليه في البقر عادة.




    ساعتها قالوا له: "الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ". كأنه كان
    يلعب قبلها معهم، ولم يكن ما جاء هو الحق من أول كلمة
    لآخر كلمة. ثم انظر إلى ظلال السياق وما تشي به من
    ظلمهم: (
    فَذَبَحُوهَا
    وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) ألا توحي لك ظلال الآيات
    بتعنتهم وتسويفهم ومماراتهم ولجاجتهم في الحق؟ هذه
    اللوحة الرائعة تشي بموقف بني إسرائيل على موائد
    المفاوضات. هي صورتهم على مائدة المفاوضات مع نبيهم
    الكريم موسى.

    ...........................................................................................


    ايه ياجماعة هوة انتم نمتم ولا اية ؟؟
    ღ سمو الروح ღ
    ღ سمو الروح ღ
    فارس ملكى
    فارس ملكى


    انثى
    تاريخ التسجيل : 18/12/2009
    نقاط : 6886

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف ღ سمو الروح ღ الإثنين أغسطس 16 2010, 15:20

    جزاك الله خيرا
    واثابك الجنة قصص القران الكريم  62886
    DR:MIDO
    DR:MIDO
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 25/11/2007
    نقاط : 12634

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف DR:MIDO الإثنين أغسطس 16 2010, 17:28

    جزاك الله  خيرا
    ال*ع*نود
    ال*ع*نود
    فارس ملكى
    فارس ملكى


    انثى
    تاريخ التسجيل : 21/11/2009
    نقاط : 6639

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف ال*ع*نود الثلاثاء أغسطس 17 2010, 01:18

    جزاك الله خيرا
    Ahmed Ali
    Ahmed Ali
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    نقاط : 7382

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Ahmed Ali الثلاثاء أغسطس 17 2010, 15:18

    نورتوا التوبيك يا جماعة

    قصة ناقة صالح

    موقع القصة في القرآن الكريم:

    ورد ذكر القصة في مواضع عدة فى سور الأعراف - هود - الحجر - النمل - السجدة -إبراهيم - الاسراء - القمر - براءة -الفرقان - سورة ص - سورة ق - النجم - والفجر - الشعراء ....

    القصة:

    في سنة 9 من الهجرة كان الجيش الاسلامي بقيادة سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) يواصل زحفه باتجاه منطقة تبوك ، و ذلك لمواجهة حشود الرومان العسكرية في شمال شبه الجزيرة العربية .

    كانت الرحلة شاقّة جداً . . و كان جنود الاسلام يشعرون بالتعب و الظمأ . . من أجل هذا أمر سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) بالتوقف في " وادي القرى " قريباً من منطقة تبوك .

    عسكر الجيش الاسلامي قرب الجبال و كانت هناك منطقة أثرية و خرائب و آبار للمياه .

    تساءل البعض عن هذه الآثار ، فقيل انها تعود إلى قبيلة ثمود التي كانت تقطن في هذا المكان .

    نهى سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) المسلمين من شرب مياه تلك الآبار و دلاّهم على عين قرب الجبال . . وقال لهم أنها العين التي كانت ناقة صالح تشرب منها .

    حذر سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) جنوده من دخول تلك الآثار الا للاعتبار من مصير تلك القبيلة التي حلّت بها اللعنة فاصبحت أثراً بعد عين .

    فمن هي قبيلة ثمود ؟ و ما هي قصة ناقة سيدنا صالح ( عليه السلام ) ؟

    قبيلة مشهورة، يقال لهم ثمود باسم جدهم ثمود أخي جديس، وهما ابنا عاثر بن ارم بن سام بن نوح.

    وكانوا عرباً من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك وقد مرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى تبوك بمن معه من المسلمين.

    وكانوا بعد قوم عاد، وكانوا يعبدون الأصنام كأولئك.

    فبعث الله فيهم رجلاً منهم وهو عبد الله ورسوله: صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن ارم بن نوح فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن يخلعوا الأصنام والأنداد ولا يشركوا به شيئاً. فآمنت به طائفة منهم، وكفر جمهورهم، ونالوا منه بالمقال والفعال، وهموا بقتله، وقتلوا الناقة التي جعلها الله حجة عليهم، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.

    كما قال تعالى في سورة الأعراف:

    {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ، قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ، قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ، فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ، فَأَخَذَتْهُمْ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ، فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}.

    وقال تعالى في سورة هود:

    {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ، قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ، قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ، فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ، وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ، فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ، وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِثَمُودَ}.

    وقال تعالى في سورة الحجر:

    {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ، وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ، فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ، فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.



    وقال سبحانه وتعالى في سورة سبحان:

    {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً}.

    وقال تعالى في سورة الشعراء:

    {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلاَ تَتَّقُون، إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِي، وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ، وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِي، وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ، قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ، مَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ، فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ، فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

    وقال تعالى في سورة النمل:

    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ، قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ، وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُون، قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ، وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُون، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

    وقال تعالى في سورة حم السجدة:

    {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

    وقال تعالى في سورة اقتربت:

    {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ، فَقَالُوا أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ، أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ، سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنْ الْكَذَّابُ الأَشِرُ، إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ، فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ، فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ، وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.

    وقال تعالى:

    {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا، إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا، فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا، وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}.

    وكثيراً ما يقرن الله في كتابه بين ذكر عاد وثمود، كما في سورة براءة وإبراهيم والفرقان، وسورة ص، وسورة ق، والنجم، والفجر.

    ويقال أن هاتين الأمتين لا يعرف خبرهما أهل الكتاب، وليس لهما ذكر في كتابهم التوراة. ولكن في القرآن ما يدل على أن موسى أخبر عنهما، كما قال تعالى في سورة إبراهيم:

    {وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ، أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} الآية. الظاهر أن هذا من تمام كلام موسى مع قومه، ولكن لما كان هاتان الأمتان من العرب لم يضبطوا خبرهما جيداً، ولا اعتنوا بحفظه، وإن كان خبرهما كان مشهوراً في زمان موسى عليه السلام. وقد تكلمنا على هذا كله في التفسير مستقصي. ولله الحمد والمنة.

    والمقصود الآن ذكر قصتهم وما كان من أمرهم، وكيف نجى الله نبيه صالحاً عليه السلام ومن آمن به، وكيف قطع دابر القوم الذين ظلموا بكفرهم وعتوهم، ومخالفتهم رسولهم عليه السلام.

    وقد قدمنا أنهم كانوا عرباً، وكانوا بعد عاد ولم يعتبروا بما كان من أمرهم. ولهذا قال لهم نبيهم عليه السلام:

    {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاَءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} أي إنما جعلكم خلفاء من بعدهم لتعتبروا بما كان من أمرهم، وتعملوا بخلاف عملهم. وأباح لكم هذه الأرض تبنون في سهولها القصور، {وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} أي حاذقين في صنعتها وإتقانها وإحكامها. فقابلوا نعمة الله بالشكر والعمل الصالح، والعبادة له وحده لا شريك له، وإياكم ومخالفته والعدول عن طاعته، فإن عاقبة ذلك وخيمة.

    ولهذا وعظهم بقوله: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} أي متراكم كثير حسن بهي ناضج. {وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِي، وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ، الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ}.

    وقال لهم أيضاً: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي هو الذي خلقكم فأنشأكم من الأرض، وجعلكم عمارها، أي أعطاكموها بما فيها من الزروع والثمار، فهو الخالق الرزاق، وهو الذي يستحق العبادة وحده لا ما سواه. {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} أي أقلعوا عما أنتم فيه وأقبلوا على عبادته، فإنه يقبل منكم ويتجاوز عنكم {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}.

    {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا} أي قد كنا نرجو أن يكون عقلك كاملاً قبل هذه المقالة، وهي دعاؤك إيانا إلى إفراد العبادة، وترك ما كنا نعبده من الأنداد، والعدول عن دين الآباء والأجداد ولهذا قالوا: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيب}.

    {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ}.

    وهذا تلطف منه لهم في العبارة ولين الجانب، وحسن تأت في الدعوة لهم إلى الخير. أي فما ظنكم إن كان الأمر كما أقول لكم وأدعوكم إليه؟ ما عذركم عند الله؟ وماذا يخلصكم بين يديه وأنتم تطلبون مني أن أترك دعاءكم إلى طاعته؟ وأنا لا يمكنني هذا لأنه واجب علي، ولو تركته لما قدر أحد منكم ولا من غيركم أن يجيرني منه ولا ينصرني. فأنا لا أزال أدعوكم إلى الله وحده لا شريك له، حتى يحكم الله بيني وبينكم.

    وقالوا له أيضاً: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ} أي من المسحورين، يعنون مسحوراً لا تدري ما تقول في دعائك إيانا إلى إفراد العبادة لله وحده، وخلع ما سواه من الأنداد. وهذا القول عليه الجمهور، وهو أن المراد بالمسحرين المسحورين. وقيل من المسحرين: أي ممن له سحر - وهو الرئي - كأنهم يقولون إنما أنت بشر له سحر. والأول أظهر لقولهم بعد هذا: {ما أنت إلا بشر مثلنا} وقولهم {فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ} سألوا منه أن يأتيهم بخارق يدل على صدق ما جاءهم به. قال: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ، وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ} كما قال: {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيم} وقال تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا}.

    وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوماً في ناديهم، فجاءهم رسول الله صالح فدعاهم إلى الله، وذكرهم وحذرهم ووعظهم وأمرهم، فقالوا له: إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرة هناك - ناقة، من صفتها كيت وكيت وذكروا أوصافاً سموها ونعتوها، وتعنتوا فيها، وأن تكون عشراء، طويلة، من صفتها كذا وكذا، فقال لهم النبي صالح عليه السلام: أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم، على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أرسلت به؟ قالوا: نعم. فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك.

    ثم قام إلى مصلاه فصلى لله عز وجل ما قدر له، ثم دعا ربه عز وجل أن يجيبهم إلى ما طلبوا، فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء، على الوجه المطلوب الذي طلبوا، أو على الصفة التي نعتوا.

    فلما عاينوها كذلك، رأوا أمراً عظيماً، ومنظراً هائلاً، وقدرة باهرة، ودليلاً قاطعاً، وبرهاناً ساطعاً، فآمن كثير منهم، واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم. ولهذا قال: {فَظَلَمُوا بِهَا} أي جحدوا بها، ولم يتبعوا الحق بسببها، أي أكثرهم، وكان رئيس الذين آمنوا: جندع بن عمرو بن محلاة بن لبيد بن جواس، وكان من رؤسائهم. وهم بقية الأشراف بالإسلام، فصدهم ذؤاب بن عمرو بن لبيد، والحباب، صاحب أوثانهم، ورباب بن صعر بن جلمس، ودعا جندع ابن عمه شهاب بن خليفة، وكان من أشرافهم، فهم بالإسلام فنهاه أولئك، فمال إليهم فقال في ذلك رجل من المسلمين يقال له مهرش بن غنمة بن الذميل رحمه الله:

    وكانت عصبة من آل عمرو *** إلى دين النبي دعوا شهابا

    عزيز ثمود كلهم جميعا *** فهم بأن يجيب ولو أجابا

    لأصبح صالح فينا عزيزا *** وما عدلوا بصاحبهم ذؤابا

    ولكن الغواة من آل حجر ** *** تولوا بعد رشدهم ذبابا

    ولهذا قال لهم صالح عليه السلام: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ} أضافها لله سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتعظيم، كقوله بيت الله وعبد الله {لَكُمْ آيَةً} أي دليلاً على صدق ما جئتكم به {فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}.

    فاتفق الحال على أن تبقى هذه الناقة بين أظهرهم، ترعى حيث شاءت من أرضهم، وترد الماء يوماً بعد يوم، وكانت إذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها ذلك، فكانوا يرفعون حاجتهم من الماء في يومهم لغدهم. ويقال أنهم كانوا يشربون من لبنها كفايتهم، ولهذا قال: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}.

    ولهذا قال تعالى: {إنا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ} أي اختبار لهم أيؤمنون بها أم يكفرون؟ والله أعلم بما يفعلون. {فَارْتَقِبْهُمْ} أي انتظر ما يكون من أمرهم {وَاصْطَبِرْ} على أذاهم فسيأتيك الخبر على جلية. {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}.

    فلما طال عليهم هذا الحال اجتمع أمرهم واتفق رأيهم على أن يعقروا هذه الناقة، ليستريحوا منها ويتوفر عليهم ماؤهم، وزين لهم الشّيْطان أعمالهم. قال الله تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ}.

    وكان الذي تولى قتلها منهم رئيسهم: قدار بن سالف بن جندع، وكان أحمر أزرق أصهب. وكان يقال أنه ولد زانية، ولد على فراش سالف، وهو ابن رجل يقال له صيبان. وكان فعله ذلك باتفاق جميعهم، فلهذا نسب الفعل إلى جميعهم كلهم.

    وذكر ابن جرير وغيره من علماء المفسرين: أن امرأتين من ثمود اسم إحداهما "صدوقة" ابنة المحيا بن زهير بن المختار. وكانت ذات حسب ومال، وكانت تحت رجل من أسلم ففارقته، فدعت ابن عم لها يقال له "مصرع" بن مهرج بن المحيا، وعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة. واسم الأخرى "عنيزة" بنت غنيم بن مجلز، وتكنى أم عثمان وكانت عجوزاً كافرة، لها بنات من زوجها ذؤاب بن عمرو أحد الرؤساء، فعرضت بناتها الأربع على قدار بن سالف، إن هو عقر الناقة فله أي بناتها شاء، فانتدب هذان الشابان لعقرها وسعوا في قومهم بذلك،

    فاستجاب لهم سبعة آخرون فصاروا تسعة. وهم المذكورون في قوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ}. وسعوا في بقية القبيلة وحسنوا لهم عقرها، فأجابوهم إلى ذلك وطاوعوهم في ذلك. فانطلقوا يرصدون الناقة، فلما صدرت من وردها كمن لها "مصرع" فرماها بسهم فانتظم عظم ساقها، وجاء النساء يذمرن القبيلة في قتلها، وحسرن عن وجوههن ترغيباً لهم في ذلك فابتدرهم قدار بن سالف، فشد عليها بالسيف فكشف عن عرقوبها فخرت ساقطة إلى الأرض. ورغت رغاة واحدة عظيمة تحذر ولدها، ثم طعن في لبتها فنحرها، وانطلق سقبها - وهو فصيلها - فصعد جبلاً منيعاً ورغا ثلاثاً.

    وروى عبد الرزاق، عن معمر، عمن سمع الحسن أنه قال: يارب أين أمي؟ ثم دخل في صخرة فغاب فيها. ويقال: بل اتبعوه فعقروه أيضاً.

    قال الله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}. وقال تعالى: {إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} أي احذروها {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا، وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}.

    قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الله بن نمير، حَدَّثَنا هشام - أبو عروة - عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال: "إذ انبعث أشقاها: انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه، مثل أبي زمعة".

    أخرجاه من حديث هشام به. عارم: أي شهم. عزيز، أي: رئيس. منيع، أي: مطاع في قومه.

    وقال مُحَمْد بن إسحاق: حدثني يزيد بن مُحَمْد بن خثيم، عن مُحَمْد بن كعب، عن مُحَمْد بن خثيم بن يزيد، عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: "ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال: بلى. قال: رجلان، أحدهما أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذا - يعني قرنه - حتى تبتل منه هذه - يعني لحيته".

    رواه ابن أبي حاتم.

    وقال تعالى: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ} فجمعوا في كلامهم هذا بين كفر بليغ من وجوه:

    منها: أنهم خالفوا الله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقة التي جعلها الله لهم آية.

    ومنها: أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم فاستحقوه من وجهين: أحدهما الشرط عليهم في قوله: {وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} وفي آية{عظيم} وفي الأخرى{أليم} والكل حق. والثاني استعجالهم على ذلك.

    ومنها: أنهم كذبوا الرسول الذي قد قام الدليل القاطع على نبوته وصدقه، وهم يعلمون ذلك علماً جازماً، ولكن حملهم الكفر والضلال والعناد على استبعاد الحق ووقوع العذاب بهم. قال الله تعالى: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}.

    وذكروا أنهم لما عقروا الناقة كان أول من سطا عليها قدار بن سالف، لعنه الله، فعرقبها فسقطت إلى الأرض، ثم ابتدروها بأسيافهم يقطعونها فلما عاين ذلك سقبها - وهو ولدها - شرد عنهم فعلا أعلى الجبل هناك، ورغا ثلاث مرات.

    فلهذا قال لهم صالح: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ} أي غير يومهم ذلك، فلم يصدقوه أيضاً في هذا الوعد الأكيد، بل لما أمسوا هموا بقتله وأرادوا - فيما يزعمون - أن يلحقوه بالناقة. {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي لنكبسنه في داره مع أهله فلنقتلنه، ثم نجحدن قتله ولننكرن ذلك إن طالبنا أولياؤه بدمه، ولهذا قالوا: {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُون}.

    قال الله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

    وذلك أن الله تعالى أرسل على أولئك النفر الذين قصدوا قتل صالح حجارة رضختهم فأهلكهم سلفاً وتعجيلاً قبل قومهم، وأصبحت ثمود يوم الخميس - وهو اليوم الأول من أيام النظرة - ووجوهم مصفرة، كما أنذرهم صالح عليه السلام. فلما أمسوا نادوا بأجمعهم: ألا قد مضى يوم من الأجل. ثم أصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل وهو يوم الجمعة - ووجوههم محمرة، فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضى يومان من الأجل، ثم أصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع - وهو يوم السبت - ووجوهم مسودة، فلما أمسوا نادوا: ألا قد مضى الأجل.

    فلما كان صبيحة يوم الأحد تحنطوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم من العذاب والنكال والنقمة، لا يدرون كيف يفعل بهم؟ ولا من أي جهة يأتيهم العذاب.

    فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم، ورجفة من أسفل منهم، ففاضت الأرواح وزهقت النفوس، وسكنت الحركات، وخشعت الأصوات، وحقت الحقائق فأصبحوا في دارهم جاثمين، جثثاً لا أرواح فيها ولا حراك بها. قالوا ولم يبق منهم أحد إلا جارية كانت مقعدة واسمها "كلبة" بنت السلق - ويقال لها الذريعة - وكانت شديدة الكفر والعداوة لصالح عليه السلام، فلما رأت العذاب أطلقت رجلاها، فقامت تسعى كأسرع شيء، فأتت حياً من العرب فأخبرتهم بما رأت وما حل بقومها واستسقتهم ماء، فلما شربت ماتت.

    قال الله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} أي لم يقيموا فيها في سعة ورزق وغناء، {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِثَمُودَ} أي نادى عليهم لسان القدر بهذا.

    قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الرزاق، حَدَّثَنا معمر، حَدَّثَنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: "لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح، فكانت - يعني الناقة - ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها. وكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً، فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله بها من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله" فقالوا: من هو يا رسول الله؟ قال: هو أبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه".

    وهذا الحديث على شرط مسلم وليس هو في شيء من الكتب الستة. والله تعالى أعلم.

    وقد قال عبد الرزاق أيضاً: قال معمر: أخبرني إسماعيل بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر أبي رغال، فقال: "أتدرون من هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا قبر أبي رغال، رجل من ثمود، كان في حرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن ها هنا، ودفن معه غصن من ذهب. فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم، فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن". قال عبد الرزاق: قال معمر: قال الزهري: أبو رغال أبو ثقيف.. هذا مرسل من هذا الوجه.

    وقد جاء من وجه آخر متصلاً كما ذكره مُحَمْد بن إسحاق في السيرة عن إسماعيل بن أمية، عن بجير بن أبي بجير، قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجنا معه إلى الطائف، فمررنا بقبر، فقال: "إن هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف، وكان من ثمود، وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه. فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن" وهكذا رواه أبو داود من طريق مُحَمْد بن إسحاق به. قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي رحمه الله: هذا حديث حسن عزيز.

    قلت: تفرد به بجير بن أبي بجير هذا، ولا يعرف إلا بهذا الحديث، ولم يرو عنه سوى إسماعيل بن أمية. قال شيخنا: فيحتمل أنه وهم في رفعه، وإنما يكون من كلام عبد الله بن عمرو من زاملتيه. والله أعلم.

    قلت: لكن في المرسل الذي قبله وفي حديث جابر أيضاً شاهد له. والله أعلم.

    وقوله تعالى: {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} إخبار عن صالح عليه السلام، أنه خاطب قومه بعد هلاكهم، وقد أخذ في الذهاب عن محلتهم إلى غيرها قائلاً لهم: {يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} أي: جهدت في هدايتكم بكل ما أمكنني، وحرصت على ذلك بقولي وفعلي ونيتي.

    {وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}. أي: لم تكن سجاياكم تقبل الحق ولا تريده، فلهذا صرتم إلى ما أنتم فيه من العذاب الأليم، المستمر بكم المتصل إلى الأبد، وليس لي فيكم حيلة، ولا لي بالدفع عنكم يدان. والذي وجب علي من أداء الرسالة والنصح لكم قد فعلته، وبذلته لكم، ولكن الله يفعل ما يريد.

    وهكذا خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أهل قليب بدر بعد ثلاث ليال: وقف عليهم وقد ركب راحلته وأمر بالرحيل من آخر الليل فقال: "يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً". وقال لهم فيما قال: " بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم"، كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس، فبئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم". فقال له عمر: يا رسول الله تخاطب أقواماً قد جيفوا؟ فقال: "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يجيبون".

    ويقال أن صالحاً عليه السلام انتقل إلى حرم الله فأقام به حتى مات.

    قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا وكيع، حَدَّثَنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس قال: لما مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال: "يا أبا بكر أي واد هذا؟" قال وادي عسفان. قال: "لقد مرّ به هود وصالح عليهما السلام على بكرات خطمها الليف، أزرهم العباء، وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق".

    إسناد حسن. وقد تقدم في قصة نوح عليه السلام من رواية الطبراني، وفيه نوح وهود وإبراهيم.‏[b] Crying or Very sad Crying or Very sad Crying or Very sad Crying or Very sad
    DR:MIDO
    DR:MIDO
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 25/11/2007
    نقاط : 12634

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف DR:MIDO الأربعاء أغسطس 18 2010, 16:51

    جزاك الله   خيرا
    Ahmed Ali
    Ahmed Ali
    أجمل فارس
    أجمل فارس


    ذكر
    تاريخ التسجيل : 04/01/2010
    نقاط : 7382

    قصص القران الكريم  Empty رد: قصص القران الكريم

    مُساهمة من طرف Ahmed Ali الخميس أغسطس 19 2010, 07:34

    مائدة عيسى عليه السلام

    موقع القصة في القرآن الكريم:

    ورد ذكر القصة في سورة المائدة الآيات112-115.

    ((إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112) قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115)))

    القصة:

    ذكر الله تبارك وتعالى سورة المائدة وحيا على رسوله صلى الله عليه وسلم وسميت هذه السورة سورة المائدة لأنها تتضمن قصة المائدة التي أنزلها الله تعالى من السماء عندما سأله عيسى ابن مريم عليه السلام إنزالها من السماء كما طلب منه ذلك اصحابه وتلاميذه الحواريون، ومضمون خبر وقصة هذه المائدة ان عيسى عليه السلام أمر الحواريون بصيام ثلاثين يوما فلما أتموها سألوا عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله تعالى قد قبل صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم، ولكن عيسى عليه السلام وعظهم في ذلك وخاف عليهم ألا يقوموا بشكرها، فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك، فلما ألحوا عليه أخذ يتضرع إلى الله تعالى في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا فاستجاب الله عزوجل دعاءه فأنزل سبحانه المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين، وجعلت تدنو قليلا قليلا وكالما دنت منهم يسأل عيسى عليه السلام أن يجعلها رحمة لا نقمة وأن يجعلها سلامًا وبركة، فلم تزل تدنو حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة بمنديل، فقام عيسى عليه السلام يكشف عنها وهو يقول (( بسم الله خير الرازقين)) فإذا عليها من الطعام سبعة من الحيتان وسبعة أرغفة وقيل: كان عليها خل ورمان وثمار ولها رائحة عظيمة جدًا، ثم امرهم عيسى عليه السلام بالأكل منها أمر عليه السلام الفقراء والمحاويج والمرضى وأصحاب العاهات وكانوا قريبًا من الألف وثلاثمائة أن يأكلوا من هذه المائدة، فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن واستغنى الفقراء وصاروا أغنياء فندم الناس الذين لم يأكلوا منها لما رأوا من إصلاح حال اولئك الذين أكلوا ثم صعدت المائدة وهم ينظرون إليها حتى توارت عن اعينهم، وقيل: إن هذه المائدة كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها، فيأكل آخرهم كما ياكل أولهم حتى قيل: إنه كان ياكل منها كل يوم سبعة آلاف شخص.

    ثم أمر الله تعالى أن يقصرها على الفقراء دون الاغنياء، فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك فرفعت ومُسخ الذين تكلموا في ذلك من المنافقين خنازير.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07 2024, 15:47