ما أضيع الصبر
ما أضيع الصبر في جُرحٍ أداريهِ أريد أَنْسَى الذي لا شيءينسيهِ
وما مجانبتي من عاش في بصري فأينما التفتتْ عيني تلاقيهِ!
إبراهيم ناجي
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ، نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً، فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
ابوالعتاهيه
اعتذار
أبعث الآن اعتذاري وأنا حاضرٌ بالقلب والروحِ معكْ
لك ظلٌّ مقتفٍ في خاطري حيثما سرتَ مضى فاتبعكْ
أنا لا أومن بالبعد ولا أحسب المقدور مني نزعك
أنت لا تبرح عيني، فلذا لا تراني اليوم فيمن ودّعك
إبراهيم ناجي
ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ
ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ سَبيلٌ فَيشكو كُلُّ صَبٍّ بما لَقي؟
وقدْ كُنتُ أوْقاتَ التّزَاوُرِ في الشّتا أبِيتُ على جَمرٍ من الشّوقِ مُحرِقِ
فكيفَ وقد أمسيتُ في حالِ قطعة ٍ لقدْ عجلَ المقدارُ ما كنت أتقي
تَمُرُّ الليالي لا أرى البَينَ يَنقَضِي ولا الصبر من رقِ التشوق معتقي
ابن زيدون
قالوا له: رُوحي فِداه
قالوا له: رُوحي فِداه هذا التجنِّي ما مَداه؟
أَنا لم أَقُم بصدودِه حتى يحملني نواه
تجري الأمور لغاية ٍ إلا عذابي في هواه
سمَّيتُه بدرَ الدُّجى ومن العجائِب لا أَراه
ودعوتُه غصنَ الرّيا ضِ فلم أَجِدْ رَوْضاً حواه
وأَقولُ عنه: أَخو الغزا لِ، ولا أَرى إلاَّ أَخاه
قال العواذلُ: قد جفا ما بالُ قلبك ما جفاه ؟
أنا لو أطلعت القلبَ فيـ ـه لم أزدْه على جواه
والنُّصحُ مُتَّهَمٌ وإن نثرتهُ كالدرّ الشفاه
أُذُنُ الفتى في قلبه حيناً ، وحيناً في نهاه
احمد شوقي
آه
آهِ من مَيَّة آهٍ ثم آه وحبيب سحرتني مقلتاه
لو تمنّيتُ قُبَيْل الموت ماذا أتمنى؟ قلت تقبيل ثراه!
أتمنى الموت من قلِتهِ ما الذي يمنع أن أشتاق فاه
آهِ من مَيَّة آهٍ ثم آه وحبيبٍ عزّني اليوم لقاه!
ابراهيم ناجي
الفراق
يا ساعة الحسرات والعبرات أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
أأموت ظمآناًوثغرك جدولي وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
جفت على شفتي الحياة وحلمها وخيالها من ذلك الينبوع
قد هدني جزعي عليك وادعي أني غداة البين غير جزوع
وأريد أشبع ناظري فأنثني كي أستبينك من خلال دموعي
هان الردى لو أن قلبك دار أأموت مغترباً وصدرك داري
يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً متهلل الجنبات بالأنوار
اليوم لي روح كظل شاحب في هيكل متخاذل الأسوار
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت منهارة تبكي على منهار
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه وخذي جوابك من شقي واجم
طالت مسافته علي كأنها أبد غليظ القلب ليس براحم
وكأنني طفل بها وخواطري أرجوحة في لجها المتلاطم
عانيتها والليل لعنة كافر وطويتها والصبح دمعة نادم
إبراهيم ناجي
بتمنى ينال اعجبكم